recent
أخبار ساخنة

  لطف الله يحيطنا دائما دون ان ندرك فحتى لحظتك هذه لم يخطئك فيها لطف الله

هذا الكتاب اهداء الى الذين رغم الحزن والالم،و رغم ضيق ابواب الفرح ،ورغم طول البلاء، ما زالوا يؤمنون ان رحمة الله لا تغلق، وان لطفه يحيطنا دون ان نشعر

ولو جمع لطف كل ما على الارض من جماد واحياء لما كان للطفهم قيمة مثقال ذرة في فضاء لطف اللطيف، فاملأ قلبك باليقين به، فانك لا تدري كيف  يأتي الفرج

من معاني اسم اللطيف في اللغة هو الرفق

فالله يحب الرفق حتى مع البهائم والحيوان فالله عز وجل غفر عن رجل لأنه سقى كلبا

قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من يحرم الرفق يحرم الخير كله "

والمعنى الاخر لاسم الله اللطيف هو التوفيق والعصمة 

وقال احدهم ان من علامات التوفيق "ان يجعلك الله ملجأ للناس ،تفرج هما ،تنفس كربا، تعين ملهوفا ،تنصح حائرا، تساعد محتاجا ،مثل هذا لا يخزيه الله ابدا ، فمن احسن الى عباد الله كان الله اليه بكل خير اسرع

ولا يوفق الله الا من علم ان فيه خيرا

ومن امثال لطف الله بأنبيائه لطفه بيونس ،فبقى يونس عليه السلام في بطن الحوت ثلاثة ايام ، سمع فيها اصواتا غريبة ، فأوحى الله اليه انها اصوات تسبيح مخلوقات البحر ثم لطف به لطفا اخر وهو انه ارسله الى مائة الف من الناس او اكثر فدعاهم الى الله تعالى فامنوا فصاروا في موازين حسناته لأنه هو الداعي لهم بعد ان خرج من نينوي دون ان يؤمن به احد

ومن لطف الله بالوالدين ان وصى الاولاد وعهد اليهم ان يحسنوا الى والديهم بالقول اللطيف والكلام اللين وبذل المال والنفقو وغير ذلك من الاحسان

ما تحسبه انت صدفة هو تدبير من الله عز وجل ولطفا منه لانه يحبك

ومن لطف الله بخلقه انه يعطيهم بكرمه لا بعلمهم ويعطيهم ما يصلح لهم ويحتاجونه لا ما يريدونه لان الانسان لا يعلم الخير والشر له فيمكن ان يريد شرا فيمنعه الله عنه ويحسبه هو خيرا ولا يعلم حجم الحكمة واللطف وراء ذلك

الله لطيف بعباده رحيم بهم مهما بلغ منهم من تقصير ويدعوا المخالفين الى المسارعة في التوبة والغفران

استشعار اللطف

احب الانسان الفطن الذي لا تمر به الشدائد دون استنباط الحكمة واستلذاذ الرحمة واستشعار اللطف

من لطف الله ان نريد شيئا وما يريده الله هو اصلح لنا فيقدر لنا الاصلح وان كرهناه لطفا بنا

  من اكثر القصص التي تستشعر فيها لطف الله هي قصة يوسف عليه السلام

يحسده اخوته ويبعدونه عن ابيه ثم يلقونه في البئر ثم يباع بثمن بخس ثم يتهمونه بالسرقة 

ابتلاء وراء الاخر ومع ذلك لم ييأس من رحمة الله ولطفه 

ان ربي لطيف قالها بعد ان رماه اخوته في البئر حقدا ثم عاش في طفولته وشبابه خادما في بلد غريب ثم تامرت عليه نسوة المدينة فسجن سبع سنين ظلما 

يعيش سنوات كاد ان يفتن في دينه فيحفظه الله ويثبته ثم يدخل السجن ويظل فيه لبضع سنين فينقذه الله عندما فسر رؤيا ملك مصر حيث ان الله علم سيدنا يوسف تأويل الاحاديث وتفسير الرؤيا ولهذا قال 

ان ربي لطيف لما يشاء

قال ابن القيم من تأمل اقدار الرب تعالى وجريانها في الخلق علم انها واقعة في اليق الاوقات بها

ل تخف ولا تحزن فكل شيء مقدر وعلى قدر البلاء يأتي اللطف

من كان يظن ان قميصا ممزقا سينجي يوسق من تهمة كبيرة

وان انحراف مسار قافلة في الطريق سيكون السبب في خروج يوسف من البئر 

وان رؤية منامية يراها الملك ستكون السبب في خروج يوسف من السجن

فثق بالله وتيقن ان ربي لطيف

المصيبة لا تقع الا ولطف الله قد وقع قبلها

ان الله لم يخلق شيئا الا صغيرا ثم يكبر الا المصيبة فانه خلقها كبيرة ثم تصغر وهذا من نعم الله علينا وتمام لطفه سبحانه وتعالى

اكثر ما يخاف لا يكون

تعامل بلطف مهما كلفك الامر فأنت لا تعلم ما اتخفيه صدور العالمين ولا تعلم كم خاضوا من حروب باردة وكم فقدوا من عزيز عليهم ترفق بقلوب لا تراها وبأرواح تكسر ولا تصدر صوتا لا تدري لعل ابتسامتك وحدها تشجعه على شيئ انت لا تدركه مثلما انت تستحق السلام هم يستحقون مثلك ايضا 

تمر علينا ساعات فنتذكر مواقف مؤلمة في حياتنا ونشعر بمرارة تذكرها ونتسائل كيف مرت اصلا والحقيقة انها مرت بلطف الله لطف الله فقط

لو ان الله يعاقب العبد اذا اخطا مباشرة لاستقام العبد استقامة قهر ولكن الله يريد ان يستقيم العبد استقامة محبة ولذلك يمهل الله العبد ليعود حياتنا بيد الله سبحانه وتعالى وموتنا بيده رزقنا بيده ومالنا بيده ومع ذلك لم يريدنا ان نعبده اكراها بل ارادنا ان نعبده محبة وتصبح العلاقة بين العبد وربه علاقة محبة 

كم من مرة تقول لماذا انا يحصل معي كذا وكذا ولا تعلم انه من لطف الله عليك ان حصل هذا الامر احيانا تريد امر تظن انه خير فيصرفه الله عنك فتحزن وتتألم ولا تعلم ان العالم بدقائق الامور وخفاياها هو لطيف بك

قد صرف عنك هذا الامر الذي ظننت انه خير ولكنه كان شرا لك 

اطمئن ان ربي لطيف


google-playkhamsatmostaqltradent